الخميس، 22 أبريل 2010

حين يعشق التغيير

في الوقت الذي نجد فيه الاحزاب والحركات المصرية تطالب بالتغيير والاصلاح ؛ خرج علينا نائب من نواب الفساد السياسي يلوم وزارة الداخلية على حنيتها الزائدة في التعامل مع المتظاهرين وطالبها بأن تستخدم القوة بل أن تستخدم الرصاص الحي لفض مثل هذه الفوضى في نظره الضعيف ، وأعتقد أن هذا النائب قد يلام من قبل أسياده في الحزب المتحكم ، لأنهم بالفعل يستخدمون الرصاص ففي انتخابات 2005 استخدم الأمن الرصاص مما أدى لاستشهاد أناس لا حول لهم ولا قوة ؛ فهو بالتالي يحرج النظام ( قال يعني النظام بينحرج قوي ) أمام الرأي العام والدول الغربية المتقدمة ويوضح ثقافة حزبه وطريقة تفكيره نحو معارضيه ، حتى وإن كان يقصد الخارجين على القانون في توضيحه لما قال في برنامج العاشرة مساءً فهذا أيضاً لا يمكن قبوله ، لأن الخارجين على القانون في نظره لا نعرفهم فقد يكون الخارجين على القانون عنده هم من يهتفون ضد الحكومة وقد يكون المعترضين على سياسات الدولة وقد يكون المتظاهرين أصلاً !!
وبرر النائب رأيه بأن اللصوص قد يتسللوا داخل تجمعات المتظاهرين ، فخوف النائب على المتظاهرين من اللصوص جعله يقول هذا الكلام (قال يعني خايف عليهم من الهوا الطاير ) ، فحتى لو كانت المظاهرة كلها خارجين على القانون فهل هذا يبرر أن يستخدم معهم الرصاص الحي !! فالأولى بهم أن يحاولوا إقناع هؤلاء الخارجين بالحسنى وليس استخدام السلاح يا حضرة النائب ، ثم لماذا يتدخل نواب الوطني في شئون الداخلية والوزارات ليطالبوهم بهذه المطالب فالأمن المصري لا يحتاج مثل هذه النصائح فهو يقوم بدوره على أعلى مستوى لا ينتظر نصيحة من أحد .
عندما نرى مثل هذا النائب تحت قبة البرلمان فلابد  على الأقل أن نحب ونعشق التغيير  ثم بعدها يأتي التغيير الذي يبدأ من صندوق الانتخابات ، فمن الصعب أن ننقد سياسات الحكومة وتعاملها مع الشعب وننقد دور النواب المفترض أنهم منتخبين مننا ، ثم عند الصندوق لا يظهر هذا النقد وهذا الاعتراض على السياسات ونؤيد الحزب الوطني مرة أخرى فلا نلومن إلا أنفسنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق